Thursday, September 6, 2007

تملكتني بغرامها!!


بقلم / عمر منطاش

لم أكن أهتم بها حين تركتها بعد أن سئمتها، وكنت أفكر في عدم الرجوع إليها، تركتها وزينتها وجمالها وبهاءها وحدها، وذهبت لمن هي أجمل منها، كانت قبل أن تراودني بالرجوع إليها تعلم جيدا أني لا أطيق النظر في وجهها، فتتراجع وتعود وتظل تتربص الفرصة وتتحين اللحظات التي تغمر فيها فؤادي وتراجع ما كانت عليه من قبل؛ حتى أعود أنا إلى ما كنت عليه معها، تحاول المحاولة تلي المحاولة وتفشل...
أتعجب أنها لم تشعر ذات يوم أنها عندي قبيحة، أخجل لها عندما أعلم أنها تنازلت عن كرامتها من أجل الوصول إلىّ وهذا أقصى ما تتمنى، وأي غرام يهوي بالفرد إلى التنازل عن الكرامة والمبادئ، تدخل من ناحية فتُرد فتبحث عن ناحية أخرى، لم تكل ولم تمل في نيل مرادها، وأنا لا أزال أصنع بيني وبينها حجابا مستورا.
وذات يوم بعد العناء والتعب الذي مر بها ظلت تفكر وتبحث حتى وجدت مخرجا، تزينت إلي، وهيئت لي نفسها وقالت: هئت لك، فقلت معاذ الله.


حوار داخلي
ولكن هناك شيء ما حدث بداخلي، ما الذي يجعلها تفعل ذلك؟ أهو النيل مني لما قدمته لها من إساءة، أم هو الغرام الذي تملكها، نظرت إليها طويلا بزينتها وبهائها وجمالها وأحسست أنها لي، وظللت فى حيرة من أمري، أعود أم لا؟! ثم أعيد الكرة بسؤال ألقيه على نفسي فلم أجد من يجيبني إلا أنا: هل أعود؟ فأجيب على نفسي: لا لا لقد أخذت على نفسي عهدا بعدم الرجوع إلى هذه الخائنة!! "الخائنة" يا لها من كلمة قبيحة فهي الآن في زينتها وجمالها، كيف أقول ما ليس بها! وفجأة عزمت وبدأت بالقرب منها.. ترتعش يدي، وتدمع عيني، ولا أستطيع أن أقدم خطوة واحدة، يدق قلبي دقات لم أكن أعرفها من قبل، نظرت إليها تذكرت لذة الماضي الأليم، تذكرت لحظات الغرام الأولى، ولكن واأسفاه!! لقد نسيت أنه كان يصيبني بعد الغرام شؤم ولوم لنفسي، وعدت إليها، عدت إليها بعد صبر طويل، عدت إليها بعد ثبات شديد، عدت إليها ويا لها من حسرة بل حسرات، لقد عدت إلى خائنة من تلك الخائنات، إلى حقيرة من تلك الحقيرات.
والعيب بي أني ظللت أنظر إليها وتتبعتها خطوة بعد خطوة حتى وقعت في غرامها مرة أخرى، أحاول الابتعاد ولا أستطيع، أنام واستيقظ والهوى يملأ فؤادي، تربعت على عرش قلبي، وملكت مشاعري، واستحوذت على كل عضو من أعضاء جسدي، أكون معها سعيدا، وبعد أن أتركها يبدأ الشجن القديم يعود ببعدها عني، إذا استطعت المكوث وحدي ساعة فلن أستطيع الساعة التي تليها، لا لجمالها وزينتها ولكن لتملكها من فؤادي، فهي تكون معي جميلة وبعد أن تتركني تكون أقبح ما رأت عيني، ولكن مرارة العشق، وولع الهوى، وغرام ولهفة وجنون الشيطان، وإثم الحب اللئيم.. وأحسب هذا هينا وهو عند الله عظيم.


خوف من الله
أريد الإقلاع، أريد الرجوع، كيف أخذت هذه الخطوات؟ دمعت عيني خوفا من ربي، لقد أصبحت في حياتي لحظات ضنك غير التي تبت منها، عدت إلى كتاب الله، أعدت الكرة مع رفقتي الصالحة فكانت لي خير معين على الإقلاع عنها. ظهر لي الله قبحها وإن تزينت لي في أجمل ملابسها، ثبتني الله في صدها مرة أخرى، تحاول أن تغمر فؤادي مرة ثانية ولكن كما قيل: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" بعد أخذ حذره ونفر ثابتا.
هل علمتم الآن من هي تلك الخائنة التي تزينت لي راغبة في أن أعود إليها، إنها المعصية!!
نعم.. إنها المعصية التي تتزين لكل شاب ورجل وفتاة وامرأة حتى تجعلهم يقعون في غرامها، وإن وقعوا في غرامها قد يصعب عليهم الإقلاع عنها إلا برضا الله عليهم، وأن يرى منهم ما يؤهلهم للتخلي عنها.
السبب الذي يجعل العاصي يألف المعصية ويدمنها طول النظر إليها حتى تتملك فؤاده، فيألفها ويقع في غرامها، فتجد أنه من الصعب أن يتخلى عنها رغم ما يرى من قبحها بعد زينتها، ولكن عندما تهفو إلى فؤاده تجعله ينسى القبح وينسى المرارة ويذكر الزينة حتى يقع بها، ثم يعود للندم.


لماذا نقع في المعاصي؟
إنها العروس التي تحولت إلى وحش كاسر بعد الزواج مباشرة، وبعد أن زالت نشوة العرس، تحولت الحياة معها إلى خليط من الكآبة والضنك والنكد، وهي أيضا (المعصية) الابن العاق الذي لم ير معه الأب يوما سعيدًا بعد أن سُر بإنجابه، كما أنها الصديق الذي يزين لصديقه مباهج الحياة، ثم يفاجأ بأنه تخلى عنه كما يتخلى الحبيب عن حبيبه، أسأل الله أن يكشف لنا ذلك القبح المستور خلف الزينة التي تتزين بها المعاصى. وأن يجعلنا من القادرين على مقاومتها.
فخذ حذرك أخي الحبيب منها، وعليك دائما أن تشعر بأنك قوي، وأن تلك المعصية لا يمكن أن تقهرك، وكن موقنًا بأن تلك المغرية لن تتمكن من إلقائك في الهاوية.
عليك أخي أن تتذكر أنك تستطيع أن تنهرها فلا تقترب منك أبدا، واعلم أنك إن استسلمت لنفسك وضعفها ستعود إلى ما كنت عليه، وربما تموت عليها فيختم لك بخاتمة سوء والعياذ بالله.

6 comments:

الفاتح اليعقوبي said...

لاحول ولا قوة الا بالله
التدوين لم خلاص حتي اسلام ابو غزالة عمل مدونة ياااااااااااارب رحمتك
الواحد كده يبطل تدوين ويشوفلوا حاجة تانية يعملها

ربنا يباركلك في المدونة ياحبي ويرزقك اجرها باذن الله
والسلام
عمو عز

Anonymous said...

جزاك الله كل الخير يا حاج إسلام أبو غزالة على نشر هذا الموضوع وأسأل الله عز وجل أن ينفعك وينفعني بها وأن يجعلها في ميزان حسانتنا وأن يتقبلها منا قبولا حسنا اللهم آمين كما أسأل الله أن يجعلك من الحريصين على طاعته وملازمة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ............أخوك عمر منطاش

مريم عمر said...

رائعه جدا فعلا تشبيه فى محله
جزاك الله خير

MohAmEd MaDo said...

اسلام ربنا معاك فى الدعوة ضد الظلمة وعلى العموم دية المدونة بتاعتى
http://gartkalm.blogspot.com/

MohAmEd MaDo said...

والف مبروك رجوع الوالد بسلام

اسلام ابوغزاله - مدونة ليه بس ؟ said...

محمد المصري

الله يبارك فيك يا باشا

Contact
Address:

9983 City name, Street name, 232 Apartment C

Work Time:

Monday - Friday from 9am to 5pm

Phone:

00966500461816