ديناميكية الحب

لن أتحدث عن "الديناميكا" بالمصطلح الرياضي ممثلة في الحركة, او كمصطلح اداري كمرحلة ثانية من مراحل تكوين الهيكل التنظيمي.

ولكني سأكتب عن "ديناميكية الحب" بما مررت عليه في الحياة, وسر تحريك المشاعر لدى الآخر.

الحب مشاعر تجعلنا نكتب بتألق, ونرى الأشياء بمنظور رائع, ونستمع إليها في هدوء, الحب .. يجعلنا مهندمين في ملابسنا, راقيين في مشاعرنا, منظمين في خطواتنا, منتقين لألفاظنا.

هذا بخلاف انه كيمياء متبادلة بين طرفين, وبخلاف إفرازات الجسم لهرمون الأوكسيتوسين -هرمون المحبين كما يسمى- , فهو مشاعر رقيقة تتحكم في من تملكت منه.

فإذا أردت أن تزرع صفات في احد الأشخاص, فحبه واجعله يحبك, واجعل الحب متبادلا بينكما, اصنع ما يحب صنيعه, بل اصنع كل ما يصنع من حميد, فإذا رفع يديه ارفع يديك, وإذا مشي خطوة امشي بجانبيه, وإن جلس اجلس أمام عينيه, وإن شرب تشرب, وإن كتب أقرء له وان تحدث اهتم لحديثه, وان ابتسم فابتسم, وان حزن فواسه.. فالحب يبدأ أولا بشعور "استاتيكا الحب" ثم سرعان ما يترجم في حركات وتقليد الأخر والاهتمام به وبما يصنع "ديناميكا الحب"

فهذا سر لاغتنام من أمامك وتوجيهه, رغم انه سر إلا ان الكثير يعرفه ولكن القليل يستخدمه, وتُستخدم هذه الأشياء في علم القيادة, بعيدا عن الإدارة.

الحب وخالق الكون

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً ، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته، ولئن استعاذتي، لأعيذنه )) رواه البخاري.


تخيل معي .. عند تحرك الإنسان معنويا وجسديا للتقرب إلى خالق هذا الكون, فيجزم خالق هذا الكون بعد حب هذا الإنسان بأنه سمعه الذي يسمع به وانه بصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها, و .. و...., . هذا هو الحب يجعل خالقه هكذا وهو اغنى الناس عن خلقه, فكيف بالمخلوق إن أحب ووجد من يتحرك تجاهه معنويا وحركياً؟؟!! لا بد انه سينبهر ويتأثر لا محال, وسيجعل كلام الحبيب مقدساً, وفعله منهجاً, وبمواقفه مستشهداً.